لسعد الشابي جردة و أسرار الحب الكبير من طرف الجماهير الرجاوية
أن تحضى بمكانة مرموقة في قلوب الرجاويين، صدقوني ليس أمرا سهلا أبدا. فلجماهير الرجاء في هذا الباب معايير و مواصفات لا يمكن وصفها إلا بكونها معقدة، و فك شفراتها و نيل جائزتها أمر ليس مقدور عليه من قبل الجميع.
ذات صباح، و في جنبات مركب محمد الخامس، تجمعت الجماهير لتودع صانع أفراح الرجاء في كأس الكنفدرالية الأفريقية، و في البطولة العربية، لسعد الشابي جردة، و بجانبه أحد أبرز الأسماء في طاقمه التدريبي حينها عمر بن ونيس، مشهد رائع سوف يبقى محفور في أدهان لسعد و عمر إلى الأبد.
لحظة عرفان عادية بالنسبة لجماهير عرفت في العالم بأسره بقيم الوفاء و الإخلاص، لحظة جائت بعد إقالة المدرب من طرف المكتب المديري لنادي الرجاء الرياضي الجديد حينها، و هو قرار لم تتقبله جماهير الرجاء، التي إعتبرت أنه غير منصف للطاقم التدريبي، فقررت تكريمه بتلك الطريقة الرائعة.
مرت الأيام و عاد لسعد الشابي جردة من جديد للرجاء، بقرار يمكن القول أنه كان تقريبا للجماهير، الأخيرة طالبت بعودته لإنقاذ النادي بعد لحضات صعبة و شاقة عاشها الأنصار، حيث لم يتردد التونسي في تلبية الدعوة، و العودة من جديد إلى مكان يعتبر نفسه فيه من أهل الديار.
لسعد الشابي جردة يحضى بحب الرجاويين بكل بساطة لأنه أظهر إحترام كبير للكيان، و خصوصا للجماهير، و أثبت أن له حس تكتيكي من وحي و صلب قناعات الرجاء الكروية التاريخية، و كأنه أحد أبناء هذا النادي الذين عشقوا الرجاء مند نعومة الأضافر.